#جديد_الفتاوى حكم اقتناء الأضاحي المستوردة من طرف الدولة الجزائرية . للشيخ أ.د عبد المجيد جمعة الجزائري حفظه الله.

حكم اقتناء الأضاحي المستوردة من طرف الدولة الجزائرية .

للشيخ أ.د عبد المجيد جمعة الجزائري حفظه الله.

السؤال : شيخنا الفاضل، نرجو منكم توضيح حكم شراء الكباش المستوردة التي تُعرض على عمال المؤسسات هذه الأيام، حيث إن الجهة المنظمة تشترط على العامل التسجيل المسبق دون إمكانية التراجع، ويلتزم العامل بالشراء بمجرد التسجيل.

كما أن الأضاحي لا تُسلَّم فورًا، بل تُدفع قيمتها مقدَّمًا، ويستلمها العمال قبيل عيد الأضحى، وتكون مُرقَّمة، بحيث يُعطى كل عامل كبشًا معينًا دون اختيار، لكن الدولة تُشرف على العملية، وتُقدِّم أوصاف الأضاحي مسبقًا، وتضمن خلوها من العيوب الشرعية.

فهل يصح هذا البيع؟ وهل يندرج في بيع ما لا يملك، أو في بيع موصوف في الذمة؟ وهل تكون الدولة بمثابة الوكيل في الشراء نفع الله بكم.

الجواب: 

الحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد؛ فإن هذه المعاملة تندرج في حكم السلم في الحيوان؛ والسلم: هو بيع موصوف في الذمة. ومذهب جمهور أهل العلم جواز السلم في الحيوان؛ لأنه موصوف، ومضمون في الذمة، وينضبط في الصفة لتشابهه، وإن تفاوت فالتفاوت يسير، معفو عنه؛ وليس فيه غرر، ولا يدخل في النهي عن بيع ما لا يملك؛ لأنه بيع ما لا يقدر على تسليمه؛ وهذا يمكن تسليمه غالبا في الوقت المحدد. والدولة هنا هي بائعة وليست موكلة، إنما التوكيل للشركة.
ومما يدل على جوازه ما رواه أبو رافع قال: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسلف من رجل بَكْرًا، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة، فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بَكْرَه، فرجع إليه أبو رافع، فقال: لم أجد فيها إلا خِيَارًا رَبَاعيا، فقال: أعطِه إياه، إنَّ خيار الناس أحسنهم قضاء» رواه مسلم (1600).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «القواعد النورانية» (194):
«ففي هذا دليل على جواز الاستسلاف فيما سوى المكيل والموزون من الحيوان ونحوه، كما عليه فقهاء الحجاز والحديث...
وفيه دليل على أنه يثبت مثل الحيوان تقريبا في الذمة، كما هو المشهور من مذاهبهم...
وهذا دليل على أن المعتبر في معرفة المعقود عليه: هو التقريب، وإلا فيعجز الإنسان عن وجود حيوان مثل ذلك الحيوان، لا سيما عند القائلين بأن الحيوان ليس بمثلي، وأنه مضمون في الغصب والإتلاف بالقيمة».

الشيخ عبد المجيد جمعة الجزائري حفظه الله 

يوم : ١١ شوال ١٤٤٦