Istiqamah

المواضيع المثبتة

مشاهدة

المشاركات

الردّ على شبهتين تت...
 
الإشعارات
مسح الكل

الردّ على شبهتين تتداولهما قنوات التمييع والتضييع


أحمد زغدار
(@zeghdarxxxzgmail-com)
Eminent Member
انضم: مند 7 أشهر
المشاركات: 6
بداية الموضوع  

الردّ على شبهتين تتداولهما قنوات التمييع والتضييع:

 

- الشبهة الأولى: أن قول الشيخ العالم جمعة -حفظه الله وثبّته- "لا نسعى للإسقاط" يوافق قول لزهر سنيقرة -أصلحه الله- "أن لا نكون مسقطين".

 

- الشبهة الثانية: أن بويران تراجع وتاب ولكنّ الشيخ جمعة رفض توبته.

 

1- والردّ على الشبهة الأولى من ثلاثة أوجه:

 

أولا: بالرجوع لسياق كلام الشيخ جمعة -حفظه الله وثبّته- من غير البتر الذي قام به المميّعة، نجد أنّ الشيخ جمعة ذكر بأنّه لا يسعى للإسقاط ابتداءً، ولكن من رفضَ الحقّ فإنّنا يجب أن ندافع عن منهجنا، قال الشيخ جمعة حفظه الله: «... نحن -يعلم الله- لا نسعى لإسقاط أحد ... إلّا من ركب (أي من رفض) فهذه دعوتنا لابدّ أن ندافع عنها...» فالشيخ استثنى من الإسقاط من رفض النصح، وخالف أصول المنهج السلفي، وهذا واضحٌ من كلامه -حفظه الله- بغير البتر الذي قام به المميعة.

 

وهذا مقصد طيّب وردّ على فرية الحدادية التي ألصقوها بالشيخ جمعة وهي بهم ألصق، فمن يَسقطُ من الدّعاة فهو من يُسقط نفسه بأخطائه وإصراره عليها، وليس الشيخ جمعة هو من يسعى لإسقاطه تشهّيا أو بحثا عن الزعامة كما زعموا، وهذا على عكس لزهر سنيقرة -أصلحه الله- الذي نفى الإسقاط مطلقا فقال: "وأن لا نكون مسقطين لغيرنا ولإخواننا"، ولم يذكر أنّ من خالف أو عاند أو خذل الحقّ فإنّه يجب حينها الدفاع عن المنهج السلفي حتى لا يغترّ الناس به ويهوّنون من شأن مخالفاته.

 

ثانيا: أن كلام لزهر -أصلحه الله- كان تبعًا للقواعد الإخوانية والمأربيّة التي أعاد إحياءها وأدخلها على السلفيين بعد أن لم يكونوا يعرفونها، مثل "نحن دعاة ولسنا قضاة" و"لسنا سلطة ولا محكمة" التي هي نفس القاعدة الإخوانية السابقة، و"أن لا نكون مسقطين لغيرنا ولإخواننا" هكذا بالإطلاق، وكذلك اشتراط الإقناع في الجرح (وهي بدعة حلبية)، ولا يلزمني، والتثبت من خبر الثّقة ... هذه القواعد التي لم يستدلّ بها إلا الإخوان والسروريون والمأربيّون والمنحرفون، بعكس كلام الشيخ جمعة -حفظه الله- فقد كان تبعًا لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- الذي قال فيه بأنّ أهل السنة هم أرحم الناس بالخلق وأعلم الناس بالحق؛ وكذلك في نفس الوقت من عاند فإنّنا نواجهه بالدفاع عن أصول منهجنا الغالي، فهذا هو مقتضى كلام الشيخ جمعة حفظه الله فهو موافق لكلام علماء السلف.

 

ثالثا: أن الشيخ جمعة حفظه الله ذكر هذا في سياق الرّد على المنحرفين -كما في الصوتيّة- بعد أن ردّ على المميّعة وأصولهم الباطلة، على خلاف لزهر أصلحه الله الذي ذكرها في سياق الدفاع عن المخذّلة والمميّعين والمنحرفين والصعافقة المتسترين، واستعمل هذه القواعد لتزكية الهضابي الكذاب بعد أن كان لا ينصح به، واستعملها للدفاع عن المخذل بويران وجماعة الخيمة، فالفرق بينهما كالفرق بين المشرق والمغرب، فالشيخ جمعة استعملها أثناء ردّه ومناقشته للأصول المنحرفة للمميّعة، بينما لزهر -أصلحه الله- استعملها للدفاع عن المخذّل وأصحاب الخيمة والصعافقة المتسترين، وفي المقابل لم يتورّع عن الطعن في السلفيين ووصفهم بالنتانة وأصحاب الكارطة، والطّعن في عالم سلفي طعنًا شديدًا لم يُعهد عنه مثله حتّى في فركوس، قال أبو حاتم الرازي -رحمه الله-: «علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر».

 

 

2- أمّا الشبهة الثانية فالردّ عليها من وجهين: 

 

- أولا: أنّ هذا محض كذب على الشيخ جمعة، فإنّ الشيخ جمعة -مثل غيره من المشايخ- لم يرفض توبة إبراهيم بويران، وإنّما رفض تصدّره مباشرة بعد تخذيله للدعوة السلفية لمّا تعلّق الأمر بالردّ على فركوس، وهذا محلّ اتفاق بين المشايخ كما في الاجتماع الأوّل والثاني، وكذلك ظهور بوادر مشروع التّمييع الذي بدأته جماعة الخيمة وعدار، وتبعه خروج بويران الذي قام بحذف مقالات الردّ على جماعة المجلّة والصعافقة.

بل إنّ المشايخ كلّهم وافقوا الشيخ جمعة كما في البيان، وكما في الاجتماع الأول، ورفضوا تصدّره.

 

- ثانيا: ثم يُقال هل "بيان وتوضيح" إبراهيم بويران تضمّن توبة، أم تضمّن التلاعب وعدم الإقرار بالمخالفة أصلا؟! 

ومعلوم أنّ التراجع فرع الإقرار، فأين إقرار بويران بأنّه وقع في تخذيل الدعوة السلفية؟!

 

بل بويران أبعد عن نفسه تُهمة التّخذيل ولم يُقر بها أصلا، وذكر أسباب اعتزاله فتنة فركوس، وهي أسباب كما سترى وتحكم عليها بنفسك، يصحّ أن يُقال عنها بأنّها "عذر أقبح من ذنب"، فذكر بويران في "بيان وتوضيح" الذي كتبه في 20 جوان 2024، أنّ أسباب اعتزاله فتنة فركوس:

 

- ذكر بويران بأنّه ترك الكتابة والردّ على فركوس خوفا على إخلاصه، قال بويران: «...ولكن آثرتُ البعد عن الأضواء والتصدّر الذي خشيت منه على نيتي وإخلاصي..».

قال العلامة ابن باز -رحمه الله- عمّن يترك النصيحة خوفا من الرياء: «هذا من مكايد الشيطان، يخذل بها الناس عن الدعوة إلى الله وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ذلك أن يوهمهم أن هذا من الرياء، أو أنّ هذا يخشى أن يعدّه الناس رياءً، فلا ينبغي لك أيّتها الأخت في الله أن تلتفتي إلى هذا، بل الواجب عليك أن تنصحي لأخواتك في الله وإخوانك إذا رأيت منهم التقصير في الواجب أو ارتكاب المحرّم».

 

- وأنّه ترك الكتابة والرد على فركوس بسبب أنّه وُجد من يقوم بالردّ على فركوس، قال بويران: «...ولأنه وُجد في هذه الفتنة وظهر من هو أولى وأقدر على ذلك منّي ...»

والكثير كان شاهدا كيف كادت فتنة السرورية أن تجتاح البلاد بسبب قلة العون والنّصير وكثرة المنتكسين، وبويران يقول بأنّه لم يردّ ولم يكتب في فتنة فركوس لأنّه وُجد من يقوم بالرد، والله المستعان.

 

- أنّه ترك الكتابة والردّ على فركوس بسبب غضبه من عدم وجود مُعينٍ على ظروفٍ عائلية ومرضية ونفسية كان يمرّ بها، فغضب وترك الردّ على فركوس، كما في بيانه الصفحة 2، وهذا فتح لباب التطلّع إلى أموال الناس، فمن ردّ وبيّن فإنما يفعل ذلك مخلصا لوجه الله، لا ينتظر من الناس جزاء ولا شكورا.

ثمّ كيف يقول في نفس البيان بأنّه ترك الردّ على فركوس خوف المدح وذهاب الإخلاص، ثمّ في هذه النّقطة يقول بأنه ترك الردّ بسبب غضبه لمّا لم يجد من يُعينه على أموره العائلية، فهل المخلص يشترط الإعانة لكي يردّ على المبتدعة والمنحرفين وينصر السنّة والسّلفيين؟!

 

فهذه هي الأسباب التي ذكرها بويران في بيانه والتي من أجلها لم يردّ على فركوس واعتزل في بيته منتظرا أين ستؤول الأمور، فهل هذه توبة وبيان تراجع عن وقوعه في التخذيل أم هي إصرار منه على عدم وقوعه في التّخذيل ؟!

 

- وكذلك عدم إجابة بويران بصراحة عن سبب حذفه لمقالاته في الرد على الصعافقة، فقال: «...ممّا تناقله بعضُهم في وسائل التواصل ما حصل من حذفي لبعض مقالاتي من منتدى الإبانة، وهذا أمرٌ قد أبديتُ فيه عذري لشيخنا أزهر ...» فلماذا تزامن هذا الحذف مع مشروع إرجاع الصعافقة وإعادتهم للساحة تحت قاعدة باطلة "كلا الفريقين له أخطاء".

 

-كذلك إقراره بأنه كان وسيطا في بعض الأمور بين صاحب مدرسة المعالم والشيخ جمعة، وقوله بأنه ذهب لشخص كي يخبره بحقائق الأمور، قال بويران في البيان: «...فسافرت أنا وصاحبي إليه (أي إلى هذا الشخص) زيارة له في الله، ولإخباره بحقائق الأمور ومعطياتها كما هي بلا مزيد، ولم يكن المقصود هو إقناعه بأنّ الشيخ جمعة متأكل بالدعوة، لأنه لم يكن إذ ذاك تهمة من هذا النوع تجاه الشيخ جنعة بخصوص مدرسة المعالم وصاحبها...»

 

أي أنّه اعتذر عن الكلام حينها -قبل أن تخرج تهمة التأكل- لأنّ الشيخ جمعة لم يُتّهم حينها بهذه التّهمة، فما الذي منع بويران من الكلام وقول الحقّ لما اتُهم الشيخ جمعة بهذه التهمة؟! والنبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما من امرئٍ يخذل امرءًا مسلما في موطن يُنتقص فيه من عرضه، ويُنتهك فيه من حُرمته، إلّا خذلَه الله تعالى في موطن يُحب فيه نصرته» فهذا من أوضح صور التخذيل التي ثبتت في إبراهيم بويران حين اتُهم الشيخ جمعة من الفراكسة في قضية مدرسة المعالم، مع ثبوت طعنه في الشيخ جمعة حينها.

 

- قوله بأنه لم يكن يعلم بمن يزوره، فقال عن زيارة الشيخ سمير ميرابيع له: «...فما علمتُ لا بالزيارة، ولا بأنّ الزائر الشيخ سمير مرابيع...» وهذا إقرار بنفسه بأنّه كان لا يستقبل أحدا ولا يردّ على أحد ولا يجتمع بالمشايخ، فأي تخذيل بعد هذا؟!

وحينها كان الشيخ جمعة يريد مناقشة بويران في قضية فركوس فقام بحضره من جميع الحسابات وأصبح لا يردّ عليه، وكان يطعن في الشيخ جمعة، ثم اختفى ولم يظهر في الفتنة، مع أنّ الداعي لكتابته وردّه على فركوس كان أعظم حينها لكي ينسخ مقاله الذي كتبه من قبل "إسقاط الشيخ فركوس المكيدة العظمى والمكر الكبار" وكي لا يبقى ذلك المقال حجة للفراكسة ومتمسّكا لهم ومغرّرا بهم، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.

 

فهذه كلّها من صور التخذيل التي وقع فيها بويران، والتي زادها إثباتا في بيانه الذي كتبه، فأين التّوبة الصريحة منها؟! وأين إقراره بخذلان الدعوة السلفية في وقت كادت السرورية أن تستولي على الجزائر.

 

ثم في الأخير -بعد أن يُنكر بويران أنّه وقع في التخذيل- يقول: «... كما أنّي راجع عن كلّ خطأ ثبت في حقّي ...» فكيف يتوب من شيء وهو ينكر أصلا أنّه ثبت في حقّه؟!

 

فهذا الكلام موجّهٌ لمن لُبّس عليه بأنّ بويران تاب من التخذيل وأنّ الشيخ جمعة لم يقبل توبته، فهذه فرية شنعاء وكذبة صلعاء، يُراد منها إلصاق تهمة الحداديّة في الشيخ جمعة وهو منها بريء براءة الذئب من دم يوسف، فبويران لم يعترف أصلا لا بأخطائه ولا بالمخالفات الثابتة في حقّه، ثم قدّمَ بيانا حشاه بالتلاعب والتلبيس.

 

هذا وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

كتبه أحمد زغدار أبو عبد السميع.

تم تعديل هذا الموضوع مند 7 أشهر 3 من المرات بواسطة أبو أنس محمد

شارك: