هل من منهج السلف السكوت عن المخالف مراعاةً لبعض المصالح كما يدّعي بعضُ مَن ركب موجة التمييع؟

♦️من أجوبة الشيخ عبد الجيد جمعة حفظه الله في لقاءاته المباشرة:

🎙️ السؤال: شيخنا هل من منهج السلف السكوت عن المخالف مراعاةً لبعض المصالح كما يدّعي بعضُ مَن ركب موجة التمييع؟ وبارك اللّٰه فيكم شيخنا.

🎙️ الجواب: يُنْظَر إذا كان هذا الساكت أهلا للنظر في المصالح وتقديم المصلحة الراجحة على المرجوحة أو إذا تعارضت مع المفاسد فيرجّح ما ينبغي ترجيحه فقد يكون السكوت صحيحا مناسبا، لأنّ السكوت إذا فوّت مصلحة راجحة أو جلب مفسدة راجحة لا يُشْرَع السكو، لهذا جعل النبي ﷺ مراتب تغيير المنكر ثلاث قال: «بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه» هذا إذا كان أهلا لمراعاة المصالح والمفاسد، أمّا إذا جعل هذه القاعدة ذريعة لتبرير سكوته بَلْهَ تخذيلِه فهذا ليس بصحيح، لأنّ الكثير صار يحتجّ بالقواعد العامّة أو بالنصوص العامّة ليغطّي تقصيره وتخذيله، فالحاصل أنّ المسألة تختلف باختلاف هذا الساكت، فالسكوت عموما يُذَمّ في مواطن ويمدح في مواطن، يُشْرَع في مواطن ولا يشرع في مواطن، ولهذا عند نصرة الحقّ لا يُشرع... وهنا يكون السكوت مذموما، ويكون عينَ التخذيل، فالتخذيل هو من يترك نصرة الحق مع قدرته عليه.

[ مجلس عين البنيان ليلة الخميس ٢٤ ذو القعدة ١٤٤٦ه‍ ]